في ذكر أنهار الجنه ::
قد تكرر في القران في عده مواضع ذكر الأنهار
((تجري من تحتها الأنهار))
((تجري تحتها الأنهار))
((تجري من تحتهم الأنهار))
وهذا يدل على عده أمور ......
أحدها: وجود الأنهار حقيقه في الجنه
الثاني:أنها أنهار جاريه لا واقفه
الثالث:أنها أنهار تحت الغرف والقصور والبساتين.
في ذكر أصنافها::
قال تعالى(( مثل الجنه التى وعد المتقون فيها أنهارٌ من ماء غير آسن وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمه وأنهارٌ من خمر لذه للشاربين وأنهارٌ من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرهٌ من ربهم))
ذكر تعالى هذه الأصناف الأربعه ونفى عن كل واحد الآفه التى يتعرض لها في الدنيا,
فآفه الماء ان يأسن ويأجن من طول مكثه ,
وآفه اللبن أن يتغير طعمه للحموضه ويصير قارصا ,
وأفه الخمر كراهه مذاقها المنافي للذه شربها ,
وآفه العسل عدم التصفيه ..
فهذه من قدرته جل شأنه وعظمته أن أجرى هذه الأنهار من أجناس مختلفه ومن غير أخدود ..
وتأمل اجتماع هذه الأنهار الأربعه التى هي أفضل أشربه الناس ,, فالماء لشربهم واللبن والعسل لقوتهم وغذائهم ومنفعتهم والخمر للذتهم وسرورهم ..
اما نهر الرسول الذي أعطاه اياه الرب عز وجل فهو نهر الكوثر (( إنا أعطيناك الكوثر ))
وروى الترمذي في صحيحه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال : الكوثر نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت , تربته أطيب من المسك , وماؤه أحلى من العسل , وأبيض من الثلج
في ذكر مجرى أنهار الجنه
أنهار الجنه تفجر من أعلها ثم تنحدر نازله إلى أقصى درجاتها
روى البخاري في صحيحه((عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رفعت إلى سدره المنتهى في السماء السابعه , نبقها مثل قلال الهجر , وورقها مثل آذان الفيله , ويخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان , فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : أما النهران الباطنان ففي الجنه وأما الظاهران فالنيل والفرات ))
وروى الطبراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفردوس ربوه الجنه وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنه ))
وروى الترمذي (( الجنه مائه درجه ما بين كل درجتين مسيره مائه عام , والفردوس اعلاها درجه , ومنها الأنهار الأربعه والعرش: فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى
في ذكر عيون الجنه
عيون الجنه فقد قال الله تعالى (( إن المتقين في جنات وعيون))
((عينا يشرب بها المقربون))
وقال تعالى(( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا* عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً ))الإنسان 5_6
(( ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا * عيناً فيها تسمى سلسيلا ))الإنسان 17_18
ذكر الله صنفان من أهل العيون الصنف الأول: هم المتقين والمقربين وهم أعلى درجه ,, وذكر في وصف عيونهم أنها لم تمزج بشئ بل عين صاافيه وذلك أنهم لما أخلصوا لله أعمالهم اخلص الله لهم شرابهم .. أما الصنف الثاني الأبرار لما مزجوا عملهم مزج الله لهم شرابهم ,, وجميعهم في نعيم الجنه ..
ويدل على هذا قوله تعالى (( إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نظره النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون))
وذكر الله أنه مزج شرابهم بشيئين الكافرو والزنجبيل , وقد ذكر الكافور في اول السياق ثم بعده يأتي الزنجبيل ولما كان الكافرو فيه من البرد وطيب الرائحه والزنجبيل ما فيه من الحراره وطيب الرائحه جعل المزج اولا يكون بالكافور وثم بالزنجبيل وذلك ليتم التعادل بينهما وبه يتم النعيم
منقول