استراتيجيات النجاح المحمدية

الدكتور طارق سويدان وتعليقه على كتاب

للدكتور محمد فريد وجدى

قبل أن إكمال القصة لابد هنا من وقفة

إن الموقف كان عصيباً ساعتها على المسلمين ؛ كان المشركون ينالونهم بألوان من العذاب والإضطهاد لاتباعهم هذا الدين ، وكان المسلمون فى ألم ونصب من ذلك الذى ينالهم ، ومجئ سيد من سادات هؤلاء الكفار كسفير لهم بين يدى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم

ومن أجل ذلك نجد أن الرسول الكريم ، صلوات الله عليه وسلامه ، يعطى عتبة بن ربيعة الفرصة لكى يبدأ بالحوار ويعرض مقالته عليه ، وحسناً بدأ الرجل إذا أثنى على النبى ، صلى الله عليه وسلم

لقد توقع النبى صلى الله عليه وسلم أن يسمع كلاماً طيباً يرد الحق لأهله ، وكانت تكفى أول جملة قالها عتبة لتشير أن الرجل سفيه لم يفقه الحق الذى يدعوا إليه النبى

والغريب أن سيدنا محمد ، صلى الله عليه وسلم قد صبر على مقالة عتبة بعد تبين ضلالها من أول جملة ، ولم يكتفى صلوات الله وسلامه عليه بان تركه يكمل مقالته ، وإنما تأكد من ذلك بان يسأله

إننا أمام موقف عظيم

هذا سيد الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين يدعوا للحق والخير والعدل ، وعبادة الله الواحد الأحد ، والأيمان بالبعث والجنة والنار ، وذاك رجل سفيه يريد أن يثنيه عما أراده من إبلاغ الحق للناس ويقول له نعطيك مالاً وملكاً وسلطاناً ، ومع ذلك فالنبى يستمع إليه وينصت ولا يبدأ بالحديث إلا بعد أن تأكد أن الرجل فرغ من مقالته ، ولم يعد عنده ما يكمل به الحديث

أظن أننى لو قابلت واحد من هؤلاء ، وقال لى أتريد مالاً ؟ لتدع دينك

والأن بعد أن رأينا رحمة النبى ، صلى الله عليه وسلم فى الأستماع والإنصات عسى ان يزول الأذى عن المسلمين ؛ لنتأمل عزة النبى