رغم البنادق والمدافع والحصار
رغم الظلام المر في وضح النهار
مازلت يا ولدي تقاوم صامدآ
كفوارس الاسلام في زمن الكبار
مازلت ترسم بالصمود ملاحما
تبني فلا تعنيك أشباح الدمار
ما زلت تذهب للدراسة حالما
ونشيد "حى علي الجهاد" هو الشعار
مازلت تحمل في الحقيبة مصحفا
قلما وأحجارا وحلما فانتصار
وأراك في الطرقات وضاء الخطى
كالشمس تشرق بالفتوة والعمار
تجري وتهتف بالحقيقة صارخا
تبكى فتكشف كل زيف أو ستار
رغم البنادق والمدافع والحصار
رغم الظلام المر في وضح النهار
مازلت يا ولدى تعيش مشردا
لكن عزيزا دون وهن وانكسار
مازلت تلقى الجوع بالضحكات
لا تخشى نحول الجسم او قبح الازار
مازلت تمسى الليل بطنك خاويا
وبطون أهاك فى العروبه كالعشار
وليت وجهك شطر قدسك باسلا
وهم يولوا وجههم شطر الدولار
باتوا على فرش الحرير واغمضوا
وتبيت وحدك فى العراء بلا جدار
أقصوصة الاطفال عنك بعيدة
وشعور مثلك بالطفولة مستعار
مازلت تلهو بالبنادق قانعا
متعقبا دمياك فى صوت انفجار
مازلت مبتسما ووجهك مشرقا
رغم الصقيع ورغم طول الانتظار
ولقد عرفتك "أنت فجر قادم"
بالمجد بالامال تمحو كل عار
ما كان حلمك علبة الحلوى ولا
نغم الاغانى يجتبيك ولا الثمار
بل كان حلمك ان تعيش مقاتلا
اما الشهادة مسلما أو الانتصار
مازلت يا ولدى تقاوم صامدا
والكل حولك في ذهول وانبهار
ما زلت تثبت زيف كل مخادع
فوق الكراسى والمناصب والشعار
مازلت تسخر من دموع مخنع
عند المساجد والكنائس والديار
مازلت تبصق وجه كل مثبط
فى شاشة التلفاز ينهق كالحمار
مازلت تثبت ان في دمك الفدا
ودماؤهم رجس واوساخ وعار
رغم البنادق والمدافع والحصار
رغم الظلام المر في وضح النهار
يحميك يا ولدي فأنت قضيتى
يحميك يا وطنى من الفجار
هلا لبيت يا زمن طغى
متى سيبقى في غدي أحرار